سوبراتورز تحلّ محل ألصا كمشغّل لحافلات مراكش وتبدأ الخدمة الأحد

 مراكش — تشهد مدينة مراكش هذا الأحد تحولاً كبيراً في منظومة النقل الحضري بعد دخول شركة سوبراتورز حيّز الخدمة رسمياً، منهيةً بذلك 26 عاماً من تدبير شركة ألصا الإسبانية لشبكة حافلات المدينة. وتباشر الشركة التابعة للمكتب الوطني للسكك الحديدية عملها بشبكة مُعاد تصميمها وأساطيل مُعزّزة.

فقد خسرت شركة ألصا المناقصة الخاصة بتدبير النقل الحضري وشبه الحضري، بينما حصلت سوبراتورز على الصفقة، في حين احتفظت ألصا بصفة “المتنافس الاحتياطي”، وفق ما أعلنت شركة التنمية المحلية “مراكش للتنقل”.

وأكد أحمد أحجاب، مدير الاستغلال بالشركة، أن هذا القرار يعكس توجهاً استراتيجياً جديداً في حوكمة النقل الجماعي بالمدينة الحمراء، ويركز على تحسين العمليات والصيانة والأمن ومحاربة الغش والتدبير التجاري وتعزيز علاقة المشغل بالمستخدمين.

وجاءت مراحل التنفيذ بوتيرة لافتة؛ إذ تم توقيع العقد يوم الأربعاء، تلاه إجراء الاختبارات التقنية على الخطوط يوم الخميس، ثم الانطلاقة الفعلية للخدمة يوم الأحد. ويهدف هذا الانتقال السريع إلى تحقيق تحسينات ملموسة في وتيرة المرور، واحترام المواعيد، وزيادة الطاقة الاستيعابية، وتعزيز راحة الركاب.

وستستغل سوبراتورز 67 خطاً تمتد على أكثر من 1,342 كيلومتراً، بأسطول مبرمج يبلغ 349 حافلة، فيما يظل 207 حافلات قيد الخدمة خلال المرحلة الحالية، من بينها 158 حافلة حضرية و49 حافلة شبه حضرية. كما تستهدف الشبكة تحقيق أكثر من 37 مليون كيلومتر سنوياً في خدمة الركاب.

وتلتزم الشركة بالحفاظ على التعريفة الحالية المحددة في 5 دراهم للتذكرة الواحدة إلى غاية نهاية كأس أمم إفريقيا 2025. وبعد انتهاء البطولة، ستدخل التعديلات المصادق عليها حيز التنفيذ. وتعتبر جاهزية الخدمة خلال كأس إفريقيا إحدى الأولويات العاجلة للمدينة.

وخلال حفل توقيع العقد، طمأن سمير غودر، رئيس مجلس جهة مراكش آسفي ورئيس مجموعة النقل الترابية، مستخدمي شركة ألصا، مؤكداً الحفاظ على جميع الحقوق والمكتسبات الاجتماعية والمهنية للأطر والعاملين، مع الاستفادة من خبرتهم لضمان استمرارية المرفق.

خدمة منتظمة، وصل حضري–قروي أفضل، واندماج في منظومة التنقل الكبرى

وشدد غودر على أن الحافلات الجديدة مطابقة للمعايير الدولية، ومجهزة بتكييف هواء وخدمة “الويفي”، لرفع جودة التنقل بالنسبة للمواطنين والزوار.

ويمثل خروج ألصا من مراكش محطة مفصلية في حضور الشركة الإسبانية، المملوكة حالياً لمجموعة موبكو البريطانية، والتي ظلت فاعلاً أساسياً في النقل الحضري بالمدينة منذ 1999، قبل أن توسّع نشاطها لاحقاً إلى أكادير وطنجة وخريبكة ثم الرباط والدار البيضاء.

ويُعد فقدان صفقة مراكش ضربة قوية لألصا، خاصة بعد خسارتها إدارة النقل في مدن مغربية أخرى خلال الأعوام الأخيرة، ما عزز مخاوفها بشأن قدرتها على الاحتفاظ بمحفظة استغلالها المتبقية في المملكة.

ويهدف نظام التدبير المفوض الجديد إلى تحسين انتظام الرحلات، وتعزيز الربط بين الأحياء الحضرية والمناطق المحيطة، ودمج خدمات الحافلات ضمن رؤية شاملة للتنقل داخل المجال المراكشي. كما يأتي استجابةً لتوسع المدينة وارتفاع الطلب على النقل العمومي.

وتستهدف الشبكة الجديدة توسيع التغطية الترابية، وتسهيل الولوج إلى الأحياء الناشئة، وتحسين الربط بالمناطق الاقتصادية والسياحية والجامعية. ومن المرتقب أن تُحدث عملية الرفع التدريجي من وتيرة الخدمة تحسناً واضحاً في الجودة وتجربة الركوب.